هذه المقالة من إعداد السيد مبارك على بن سلام المطيوعي

كما هو معروف أن المطاوعة هي فخيذه من آل بومنذر قبيلة المناصير ومفردها مطيوعي ومصدر المطاوعة هي “مطوع” وتعني لغويا الشخص المطيع لأوامر ربه والمجتنب لنواهيه أي طوع نفسه لطاعة الله عز وجل مكتسبا بذلك صفة رجل العلم والدين… وليس المجال هنا أن أخوض في أصول وفروع هذه الفخيذة لأنني والحق يقال رغم إني منهم فإن معرفتي ليست بالقدر الذي يعرفه آباءنا أو من عاصر الحياه معهم… لكن ما أود سرده هو بعض الحقائق التي عرفت عن هذه الفخيذة سواء للقريب والبعيد وبما اتصفت به من خصائص تتمثل في الورع والتقوى واكتساب العلم النافع رغم عدم وجود معاهد علم الجامعات في عصرهم الا أنها كانت هبه من الله سبحانه وتعالى إضافة إلى ما من الله عليهم بفضائل مثل الرقية الشرعية للمرضى وجلب الحلال الضائع والدعاء لإتقاء الضرر من الحشرات الضارة كالعقرب بإذن الله … وأود أن أؤكد بالمناسبة أن رقتيهم لاتخرج عن قراءة القران كتاب الله فقط سوا للمريض او صاحب الحاجة فهم بذلك لا يتعاملون من السحر باي شكل من الأشكال ولايمارسون اي من طرق الشعوذة والخرافات المنتشرة هذه الأيام كما أنهم لايتقاضون اي أجر مادي أو معنوي بغية احتساب الأجر من الله العلي القدير… ساذكر هنا ثلاث قصص مثيرة حصلت مع أشخاص تحدثوا عنها ولازالوا على قيد الحياة والتمس العذر عن ذكر أسماء هؤلاء الأشخاص احتراما لادراكي عدم رغبتهم في الشهرة . الواقعة الأولى حصلت في الظفرة لشخص في بداية الثمانينات حيث ان الطرق المعبدة لم تكن مكتملة كما نشاهد اليوم كما ان ليس هناك محطة وقود إلا في مدينة الظنة فكان من الطبيعي أن يحتفظ الأشخاص ببراميل لتخزين الوقود في أماكنهم. . يقول هذا الشخص انه كان يقود سيارته في منطقة بالظفرة وكان الوقود قريب النفاذ والطريق كما أشير رملي ففكر أن يمر على أحد الأشخاص المعروفين من فخيذة المطاوعة ربما يحتفظ بوقود كافي..وصل عندة وكان الوقت قبيل الغروب وبعد أن سلم عليه وتناول القهوة سأله أن كان لدية وقود السيارة فاعتذر له صاحب المكان بعدم وجود أي وقود وان أحد أبناءه طارش لمدينة أبوظبي وبالتأكيد سيجلب معه الوقود ولا يعرف متى سيعود لكن اشار عليه بان ينام الليلة وداعيا الله أن يفرجها في الغد … المهم لن يستطيع التحرك بالسيارة لابد أن ينتظر للغد ربما يعود الابن من أبوظبي ومعروف في ذلك الوقت أيضا أن ليس هناك وسائل اتصال كالجوال… وبينما هو يتسامر الأحاديث مع صاحب المكان شاهد سنا أنوار سيارة تلوح من بعيد لكن تخفيها الكثبان الرملية الكبيرة فمن الصعب معرفة اتجاهها والاحتمال ضئيل جدا أن تكون قاصدة نفس المكان لأنه كما أشير ليس هناك من طرق معبدة فضلا على أنها قادمة من الغرب متجهة ناحية الشرق أو ربما الجنوب ليست من ناحية أبوظبي. .. لكن ماحصل لم يكن متوقعا حيث أن السيارة أصبحت تقترب ناحيتهم ولم يصدقوا إقتراب السيارة وتوقفها أمام البيت والمفاجاه نزل منها رجل يعرف صاحب المكان لكن ليس من المترددين عليه !! سلم عليهم وجلس معهم يتناول القهوة وكالعادة يسألون عن اخباره وجهة قدومه… يشهد الله انه ذكر الاتي: يقول لهم كنت في براكه العصر محمل معي برميل بترول وقلت امسي الليل والصبح أتوجه إلى أهلي في الظفرة …لكن فكرت وقلت لا اروح الليل امسي عندهم…فميشت وبينما كنت أسير بسيارتي قلت في نفسي ليش ما أمر على فلان من زمان ما زرته (يقصد المطيوعي) اسلم عليه وامسي عنده والصباح فلاح…فاكدوا لهذا الضيف بأنهم استبشروا بقدومه لهم خاصة صاحب السيارة متعطل من نفاذ الوقود وحمد الله كثيرا ودعا بالخير للمطيوعي وما وفقه الله باستجاب دعاءه لتفريج كربته… القصة الثانية حصلت ايضا في الظفرة يقول صاحبها انه عرف ان المطاوعة يرقون عن ضرر العقرب بإذن الله فلاتؤذي من قرأ له . يقول أنه طلب من أحدهم(توفى الله يرحمه) بأن يرقي له عن العقرب فوافق وحذره بأن لا يحاول قتلها بعد ذلك فكأنه نقض العهد معها…يقول هذا الشخص انه ذات مرة نام في مكان رملي ربما كان يقنص وكان مفترش فراش خفيف فقط..فلما استيقظ في الصباح لاحظ حول آثار صغيرة في الرمل ومتكرره كثيرا حول الفراش فأعتقد ربما تكون خنافس لكثرتها في الصحراء .. وعندما سحب الفراش لطويه كانت المفاجأة الغير متوقعة إذا بالعقرب نائمة تحت الفراش فما كان منه إلا قام بتناول النعال وهم بضربها إلا أنه في تلك تذكر تحذير المطيوعي الذي قرأ له عن ضررها بأن لا يقتلها فعرف انه كان في مأمن منها وتراجع عن قراره الانفعالي وتركها وشانها… القصة الأخيرة من الفضائل التي من الله بها هذه الفخيذة حصلت هنا في قطر والذي يتحدث منهم .. يقول ان ذات يوم جاءه شخص لايعرفه جيدا وشكا له سرقة شنطة من بيته فيها مبلغ 35000ريال … يقول قرأت له في رمل ملئ الكف وطلبت منه ذره في المكان اللي كانت محفوظه فيه الشنطة ودعيت الله للتوفيق لحاجته ..وبعد يومين عاد لي الشخص وفي وجه الفرح والسرور وكان يحاول أثناء السلام إدخال مبلغ من المال في جيبي إلا أنني اقسمت باليمين ومنعته وان يحمد الله الذي وفق لرد ماله … لكن سألته كيف حصلوا الشنطة فقال لي قصة غريبة ان احد الحريم في البيت تفاجأت بشي يحذف من الشارع الى داخل حوش البيت مع مرور سيارة بالشارع وكان الوقت قبل الغروب فلما قربت من هذا الشى وجدت الشنطة التي كانت مسروقة وفيها المبلغ كاملا… فقامت على الفور بإحضارها لي وحمدت الله كثيرا ودعيت لكم بالخير …. هذه من قصص ما تميزت هذه الفخيذة من فضائل نافعة للناس …وقبل ما اختم الوقائع أود التأكيد بأن ليس كل واحد مطيوعي يتميز بهذه الخاصية فهناك من المطاوعة لكن لايعرف عن عمل الرقيه (والأصابع مب سوى) لكن هي فضل من الله سبحانه وتعالى لعبادة كما ان هناك الكثير في وقتنا الحاضر من له هذه الصفات لكن يقابل ذلك بممارسة السحر والشعوذة وابتزاز العباد وبلاشك هذا لا يعد من عمل الخير واحتساب الأجر من الله. وسلامتكم.