ولد الشاعر محمد بن سيف بن فطيمة المنصوري سنة 1885 تقريبا وتوفى سنة 1960 عن عمر يناهز 85 سنة ، وكان يتصف بفصاحة اللسان والشعر  ولكن للأسف لم تدون قصائدة وانما كانت تتناقل بين الرواة ، وسوف نسرد هنا تغرودة قالها والتغرودة يقصد بها نوع من انواع القصيد الذي يتردد على قارعة او قاف واحد وقد اشتهرت قبيلة المناصير بهذا النوع من الشعر .

وكما يقال عن سبب التغرودة التي قيلت حيث ورد انه في سنة 1905 م قام الشاعر محمد بالتوجه الى منطقة الشمال في قطر بحثا عن ناقته التي ذكرت له في هذه المنطقة ولما داركه الليل توجه الى منزل احد سكان هذه المنطقة فقام صاحب المنزل بضيافته وقدم له العشاء وكان الرز قليل والصحن الذي يحمل هذا الرز كبير ظاهرة اطرفة بسبب قلة الرز وفوقه نوع من انواع الطيور الغير معروفة  وبما ان الشاعر محمد يعتبر من كبار قومه فقد انتقد ماقدمه له الاخير حيث كان يتوقع ان يقوم بعقر حوار او ذبح خاروف  وهنا ارتجل الشاعر بن فطيمة بهذه التغرودة بعدما ركب ذلوله عازما على الرحيل وعدم المبيت حيث قال فيها :

نركب خواوير طوال عنوقها

 وليا تهاونن بالعصي نسوقها

 صنيتك بن طوق محلا ذوقها

 صنيتن عودة وضاهر طوقها

 مدري دياية لو حمامة فوقها

  لوهي دياية كان رينا ذوقها

 ولوهي حمامة كان شفنا سبوقها (1)

 طيره ونتف ريشها لي فوقها

 ماتنعرف صقاتها من طوقها   (2)

(1) يقصد بكلمة سبوقها ساق رجل الحمامة وهو المعنى لمربط سبوق الطير

(2)  مفرد صقاه و مفرد ام طوق وهي نوع من انواع الطيور

وقد انتشرة هذه التغرودة عند قبائل قطر وبعد مرور سنة تقريبا قام الشاعر بالمرور على منزل طوار بن جبر الكواري في شمال قطر وهو رجل معروف وقد سمع بهذه التغرودة وعندما عرف بن الطوار الشاعر بن فطيمة  وهو مقبل علية رحب به وقام بذبح خاروفين وقدم له العشى وقال له مازحا ((فتح عيونك يا ابن فطيمة عدل  الصنية مردومة عيش وطوقها مختفي وعليها خاروفين)) ويقصد هنا انه اذا كنت تنوي في  تغرودة  جديده فلا تذكر سوى المدح وليس كما قلته سابقا في غيري ، رد عليه بن فطيمة ((بيض الله وجهك يا ابن طوار وصنيتك ماعليها قصور وابشر بالمدح)) وقال بعدها هذه التغرودة:

أسميه عدى بن طوار طوارها (1)

صنيتن عودة وناقل بارها

يشهد لها الخاطر ويشهد جارها

وعسر الليالي ماشكى من بارها

(1)  طور او طوق الصحن

وله قصيده اخرى في ابن ربيعة الكواري حيث كانت تربطهم علاقة صداقة ومودة وكان ابن فطيمة سنة  1900 م تقريبا كان يزورة في منطقة المرونة شمال قطر وقد قال فية مادحا بهذه التغرودة التي لم نستطع العثور سوى على جزء ضئيل منها:

بَرُز ربيعة من هـل المـرونــــــــة

صبيِ سنافي والعرب ينصــــــونة

كل من طلع غمرنِ قصر من دونة