خارطة انجليزية

 

قامت شركة الزيت العربية الأمريكية (ارامك حاليا) في سنة 1930 تقريبا باعداد تقرير عن المناطق الشرقية من مقاطعة الأحساء وتظمن هذا التقرير تفاصيل عن قبيلة المناصير واماكن تواجدهم وديارهم وترحالهم، وقد عقب على هذا التقرير فيما بعد العلامة الشيخ /حمد الجاسر رحمة الله في سنة 1970 في مجلة العرب الشهرية التي كان يملكها ونورد هنا ماذكره الشيخ حمد الجاسر في مجلته. 
ان ديار المناصير تتسع اتساع فوق العادة فهي بوجه عام تمتد من قطر مخترقة المنطقة المتاخمة للشاطئ الشرقي ثم عبر سبخة مطي حتى الظفرة التى هي موطن القبيلة الحقيقي ، وبالأتجاه لشمال شرقي الظفرة فان بعض افراد القبيلة يتوغلون في الأراضي الواقعة وراء ساحل الصلح البحري، تقع كل الظفره داخل ديرة المناصير وكذا سبخة مطي والجزء الشمالي من المجن وخطالابار المعروف بالعقل والممتد جنوبا من الجانب الشرقي في اسفل شبه جزيره قطر وفيالظفره تنقسم ملكية بساتين النخيل وقرى ليوا بين المناصير وبنو ياس ،وتتمتعالقبيله بالشهره الحربيه واغلب افرادها يعيشون عيشه البداوه ويسكن قليل منهم فيساحل الصلح البحري واخرون يحييون حياة شبه اشبه بحياة الاستقرار في القرى الصغيرهفي ليوا بالظفره وكثير من افراد القبيله يملكونبساتين النخيل في ليواوالحمره.
هذا والمناصير مربوا ابل رحل وقلماكانوا يقتنون الاغنام ذلك لسفراتهم الطويله التي يقطعونها بابلهم خارجين من الظفرهوعبر سبخه مطي ومن هناك الى قطر عند ابتداء الشتاء وعلى خط سيرهم العمومي هذا يقفونعلى عدد من اماكن السقيا معترفا لهم بالحق فيها اكثر من غيرهم ومنها الخشم والصفقوعقلة حاير على طرف سبخة مطي الغربي وهنا تمتد ديار المناصير داخله في ديار اعدائهمالقدماء واصدقائهم الحاليين ال مره والى الشمال وخلف امتداد سبخة مطي الى البحر تجدمواقع مياه السلع وبعجاء والمنبعج وعقلة النخله واثناء طريقم الى قطر او منهايستقرون في اماكن مختلفه مثل الوجاجه والغويفات.

ان المناصير يعتبروون سبخه مطي ذات السطح المغطى بالملح ورغم انعدامالماء الصالح للشرب وسقي الابل الا انهم يعتبرونها جزء مهما من ديارهم ولها حنينكونها في السابق من انجع الحواجز الطبيعيه ضد الاعداء وقد كان المنصوري الذي يرتادسبخة مطي خمسين او مائه مره لا يعتبر فريدا بين اقرانه الا ان الظفره تعتبر هيالموطن الاصلي للمناصير وقاعدتهم الاساسيه.

مناهل ومواردالمناصير:
ان المناهل المعروفه بالعقل تقع داخل البر بقليل وعلى خط محاذ تقريبالخط شاطيء البحر من الشمال الى الجنوب وتكون بذلك ممرا تقطعه المناصير وهم سائروننحو المراعي في قطر وأسماء العقل من الجنوب الى الشمال كما يلي:
عقلة النخله/ بلكري/ بيوض/ بوهارون/ بئر رايه/ مشاش جابر/ رغوان/ حليوين / بومحاره/ مقيطع/ عقلهمعطش / عقلة الرمث/ سوداء نثيل/ عقله حايز/ عقله المناصير/ عقله فرهود(اسمها القديم ام قرن)/ الخفوس/ مشاش المطوع/ عقله زويد/ القصيره/ عقلة عامرة/ عقلة شقراء/ عقلة زرقاء/ الازيرقع/ عقلة المرخيه – واخر اربعة من هذه المناهل تدخل تماما ضمن المعالم الجغرافية لشبه جزيرة قطر هذا فيما اذا اتخذ خط وهمي من سلوى الى عامره كعلامة لأسفل شبه الجزيرة هذه.

وبعد ان ينفذوا من ممر العقل يتفرق المناصير في جميع انحاء شبه جزيره قطر مخيمين اينما تجمل المياه و المزروعات وجه البلاد.

منذ ان تأسس الأمن العام بهذا القسم من الجزيره العربية من قبل ابن سعود كثيرا مايذهب المناصير الى ابعد من قطر ابان هجرتهم الشتوية، وربما توغلوا بعيدا في ديار اعدائهم الأول واصدقائم الحاليين آل مره او توجهوا ابعد من ذلك شمالا لرعي قطعانهم في سهول وادي المياه البهيجة في اراضي العجمان او في مقاطعة السودة تماما جنوب المنطقة المحايدة للبلاد العربية السعودية والكويت، ان سبخة مطي بسطحها المغطى بالملح وجفافها من الماء ولوالصالح منه لسقي الأبل ليست بالمكان الذي يعيش فيه الناس او يخيم به الرحل ، ورغم هذا فإن المناصير الذين يعتبرون هذه السبخة قسما من ديارهم يكنون لها حنيناً رغم منظرها الكئيب ويدعونها أم المناصير ، ويقولون بأن المنصوري الذي يتوفاه الله فيها كالذي يتوفاه الله في الجنة ، وفي الأزمنة الغابرة كانت سبخة مطي ذات خاصه بالنسبة للمناصير لكونها الحاجز الذي يحميهم من اعدائهم في الغرب لأن الغزاه الذين ينوون مهاجمة المناصير في الظفرة يخرجون من السبخة وهم يقاسون الظمأ وبلا ماء كافٍ في قربهم فيصبحون صيداً هيناُ أمام هجوم معاكس قوى من قوات المناصير.

ان للمناصير مراكز مياه على طول القسم الشمالي من الطرف الغربي للسبخة ويحتلون كافة الأراضي الواقعة شرقي مباسط الملح ، وعدد المرات التي يعبرونها فيها تفوق كثيرا ما تقوم به اي جماعة او قبيلة اخرى، والمنصوري الذي يرتاد سبخة مطي خمسين او مائة مرة لا يعد مطلقا كرجل نادر المثال بين رفاقة ،ورغم ان المناصير قد وسعوا ديارهم كثيرا نتيجة تجوالهم المنتظم المتواصل نحو الغرب والشرق إلا ان الظفرة لا تزال هي موطن القبيلة وقاعدتها الأصلية ،وهناك بقاع بالجزيرة العربية اكثر جمالا غير ان الظفرة فيها الكثير مما تقدمة للمناصير الذين يتمتعون في نواح كثيرة بمركز يحسدون عليه هناك .

والبدوي يحب الحرية والأماكن الطلقة ومن هذه الناحية فأن المناصير في الظفرة لفي نعمة مظاعفة وكقبيلة صغيرة في ارض واسعة فهم تقريبا منفردون باحتلالهم الظفرة كلها بأستثناء قرى الجواء (ليوا) ويشاركهم في هذه القرى افخاذ من بني يأس الذين على وفاق معهم……وتكفي الأشارة هنا ان تأسيس المناصير لكثير من قرى الجواء(ليوا) بالأضافة الى احتلالهم الفعال لجميع الأراضي المحيطه بها يبرر حق اعتبارهم القبيلة المسيطرة في الظفرة وهذه نظرة لاينكرها حتى الياسيين من سكان الجواء .

ان بني ياس يلقبون المناصير ب حجاب الظفرة وقبل تاسيس الأمن العام على يد ابن سعود كانت تعتبر الظفرة خاوية عندما تكون قوات المناصير الرئيسية غائبة عنها وفي هذه الأحوال كان بنو يأس يلتزمون قرب قراهم في اليوا ولا يجرئون على التجوال خارجها في بلاد غير محروسة الى عند الحاجة القصوى.

والمناصير الذين يذهبون غالبا الى الرمال الجنوبية هم الشتاونة من آل بورحمة وآل بوعزيز من المطاوعة ومن آل بومنذر وهؤلاء مغرمون خاصة بموارد المياه كالصويتية والشلاح التي تقع على مسافة بعيده في الجزء الغربي في الظفرة ،وفي اقصى الجنوب الشرقي يقوم بعض افراد آل بورحمة من المناصير بين اونة واخرى بزيارة آبار قسيورة بالمنطقة الرملية الواسعة المعروفة برياض قسيورة لصيد الوظيحي الذي يعيش في الرمال.

يتجول المناصير في جميع جهات بينونة والقفى حيث يملكون جميع ابارها غير الحمرة ربما تعد اقرب من اي جهه اخرى لأعتبارها كقلب لوطنهم وعلى حد المثل المنصوري فهم (يحاربون ويموتون في الحمرة) وعلاقتهم بهذه الأرض ذات الرمال المحمرة والتي تمتلئ قلوبهم بمحبتها.

 

المرجع شركة الزيت العربية الأمريكية، المناطق الشرقية من مقاطعة الأحسا، ص131.

وكذلك مجلة العرب الجزء 11 اغسطس 1970 حمد الجاسر ص 1039 – 1046( قبيلة المناصير اصلها وفروعها وبلادها).