في حقبة مضت سنواتها على شبه الجزيره العربية لم يعرف خلالها سكان المنطقه معناً لكلمة الأمن والسلم مما اضطر بعض القبائل اللجوء الى انشاء احلاف بينهما معتمده على روابط القرابة او النسب فيما بين القبيلتين ، وكانت بعض هذه الأحلاف يكتب لها النجاح وتستمر والبعض الأخر يتعثر ويكتب له الفشل والبعض الأخر مؤقت ينتهي بأنتهاء مسبباته ، ومن المعروف أن الحلف أمر شائع بين القبائل منذ القدم وقد تناوله علماء التاريخ والأنساب وكانوا المتقدمين منهم كالكلبي، وابن حزم، والهجري وغيرهم، أو المتأخرين منهم كالنويري، والمقريزي، والقلقشندي، وغيرهم  بل وحتى المعاصرين في المؤلفات الحديثة تعرضوا لذكره ، ويهدف الحلف الى انشاء التزام وعهود اجتماعية وسياسية تجمع بين عشيرتين، أو قبيلتين فأكثر يلتزمون فيها على التعاضد والتناصر والحماية… وقد تزيد هذه العلاقة حتى يصبح المتحالفون قبيلة واحدة، وكياناً واحداً (أي ليس حلفاً مؤقتاً فقط)

حلف بني هاجر والمناصير-وثائق

وحديثنا اليوم عن احد انجح الأحلاف بين أكبر القبائل في شرق جنوب نجد ، بين قبيلة المناصير وبني هاجر ، حلف بدء منذ ان تقابل بعض فخائذ القبيلتين في جد واحد منذ مئات السنين ولا زال مستمر حتى يومنا هذا ، حلف اقسم عليه صغيرهم وكبيرهم بان يعاضد كل منهم الأخر وتترجم هذا الحلف الى ان اصبحت عزوتهم واحده في (ابن منصور) هي عزوة عندما ينطق بها احد الطرفين يهب لها الجميع  دانيهم وقاصيهم ، صغيرهم و كبيرهم والشواهد على الأحداث لديهم كثيره .

 سوف نتطرق في موضوعنا  هذا على المحاور التالية :

  • العوامل المساعده لقيام هذا الحلف
  • اسباب نجاح واستمرار الحلف

اولا : العوامل المساعده لقيام هذا الحلف.

مما لاشك فيه ان قبيلة بنى هاجر يرجع نسبهم الى قحطان ، وان نسب قبيلة المناصير يرجع الى قضاعة القحطانية حيث ذهب بعض النسابون الى اسناد قبيلة المناصير وبني هاجر في جد واحد وهو فارس بن شهوان الظيغيمي الذي تفرع منه منصور الجد الأول  الذي تفرعت منه القبيلتين ، اياُ يكن مدى قوة او ضعف هذا الاسناد في النسب الى انه ليس هذا العامل الوحيد الذي ساعد في تقوية هذا الحلف فقد تداخلت القبيلتين في نسب منذ عهود قديمة عزز متانة هذا الحلف ،اضف الى ذلك تجاور الاراضي التي تقع ضمن حدود وسيطرة القبيلتين حيث سيطر بني هاجر على اراضي واسعه من الساحل الشرقي للجزيره العربية تجاورها الأراضي التي تقع تحت سيطرة قبيلة المناصير بالكامل وكذلك الأراضي التي تتشارك  فيها مع قبيلة المرة العريقة والتي هي كذلك تتفرد بالسيطره على اجزاء كبيره من الربع الخالي  .

ثانيا : عوامل نجاح واستمرار الحلف.

 تلاقت القبيلتين في اسباب ومخاطر واحده تهدد كل منهما وهو تعرضهم للهجوم من بعض القبائل وسط وشمال الجزيره العربية مما تطابقت الرؤية حول  مخاطر القبائل التى كانت تغزوا مناطقهم بين الفينة والأخرى واصبح الخصم واحد لكليهما مما استلزم التاكيد على هذا الحلف وانه عامل اساسي لبقائهم من اجل الحفاظ على مقدراتهم وسلامتهم لذلك فان كلا الطرفين يتجاوب مع الأخر ويقدم له الدعم الفوري الغير مشروط عند حدوث اي هجوم ضد الأخر ، ونتج عن هذا التعاضد  النجاح في صد اعتداءات الأخرين ، عندها تيقن عقداء القبيلتين انه من دون هذا الحلف ماكان لتتحقق هذه الانتصارات مما اصبح هذا الحلف مقدسا لديهم وضروره ملحه.

 خلال استعراضي وقرائتي للوثائق التي حصلنا عليها من الأرشيف العثماني بإسطنبول تكرر معي تزامن ذكر هذه القبيلتين في العديد من هذه الوثائق المبينة صورها في هذه المقاله ، حيث كان العثمانيين حذرين جدا في التعامل  معهم  وقد اقروا بنفوذهم  لمناطق واراضي شاسعه وخصوصا انهم يسيطرون على طرق خطوط الأمداد البري بين مقر الحكم العثماني في القطيف وقطر ، وكذلك كان العثمانيين يحرصون على التعامل الودي  والحذر مع  قبيلة المره بحكم انها احد القبائل الكبيره في شرق جنوب الجزيره العربية  التي كانت تتجاور مع تلك القبيلتين و تربط بهم علاقه ودية في غالب الأمر حتى وان حدث بينهم بعض الخلاف في فتره من الفترات الى ان العلاقه السائده بينهم هي الأحترام المتبادل  بحكم الجوار .

 لذلك قامت القوات العثمانية بتخصيص معونات سنوية لرؤساء هذه القبائل لكسب ولائها واتقاء عدائها وخصوصا بعد اتحاد القبيلتين بالمشاركة مع قبيلة المره في ضرب اكبر قافلة عثمانية كانت متجهه من ميناء العقير بأتجاه الاحساء عندما وصلت العلاقة العثمانية في المنطقة الى مرحلة الجفاء والأستغلال وسوف نفرد موضوع مخصص عن واقعة القافلة العثمانية  لاحقا.

الجميل في الأمر والذي اثلج صدري اثناء اعداد هذا الموضوع ان هذا التحالف  لم يكن موجها او مُسخراً للأعتداء بقدر ماهو مخصص للدفاع ، ويكاد لم يعترضني موضوع تسببوا بهجوم جائر وضالم ضد الغير وان جميع الوقعات والغزوات هي اما لمساندة الحاكم على تأسيس حكمه او لصد اعتداء من قبيلة غازية او مناصرة المظلوم المستجير بهم ، ونستثني من ذلك بعض الأعتداءات و الهجوم للمجموعات الصغيره من كلتا القبيلتين والذي لا يشكل النهج العام لهذا الحلف .

في وقتنا الحاضر زالت المخاطر وتبدل خصيم الأمس الى صديق ونسيب ، وعم السلام ارض الجزيره ولكن لا زال ابنائهم يتفاخرون  بهذا الحلف ومستمرين في عهودهم  حتى وان ذهبت مسببات المخاطر الا ان هذا الحلف باقي الى يومنا هذا و مواقفه مسجله في ذاكرتهم ينقلها الاباء الى الأبناء .

5 thoughts on “حلف قبيلة المناصير مع بني هاجر”

  1. وسبعة انعام في بني هاجر من خيرة القبايل ولا يهونون باقي القبايل

  2. ارجوا ان احد من عندة معرفة تامة من ال حنظل من الوبران ومن البورحمة من باقي منهم ومن هم و في اي بلد هم الان وكم جزيل الشكر

  3. والنعم في بني هاجر لهم مواقف مشرفه معانا على مر التاريخ.

التعليقات مغلقة.