عـندما غـزا سلطان عـمان البحرين واحتـلها سنة 1800  جاء لزيارة الشواطيء الـقـطـريه فـقـد زار لحـويله والـبـدع بهدف غزوها واخضاع سكانها ولكن تصدى له سكان البدع جميعا وكان برفـقـته المقـيم البريطاني الكابتن (د يـفيـد سيتون) الذي كتب هـذا التقـريـر الذي ذكر فيه مقاومة قبيلة السودان تساندها قبيلة المناصير : 

 

اليوم الثاني  من شهر ديسمبر سنة 1800  البــدع

 

 ابحرنا من لحويلة وعلى مرأى  منا مركبين ناحية الشاطىء, وفي الظهر رسونا عـند خليج البدع في قطر  .على بعـد 10 اميال من الساحل , في عـمق 12 قامه بالقـرب من حافـة جـرف رملي عـمقـه  3 قامات ( يقصد حـد البدع ومكانه الان جزيرة النخيل) , وهـو عـمق يقـل بمقـدار قامه واحده عن غاطس السفـينه الجنجافه , صعـدت الى متن السفينه ( د نكان) ونزل جنود الامام في السفـينـه ( زيماس) ومضيت تجاه الشاطىء في القارب ( الكابـرا س)  ورسوت في عـمـق 3 قامات وفي المساء  صعـدت على سفـينة الامام( زيماس) الذي اقـترح ارسال رجل الى الشاطىء للتفاوض مع السودان بشأن المرا كب والبارود , فعـلقـت بأن السودان قراصنه ولا يستحقـون التعـامل معهم , بـل سيكون امرا عـظيـما ان يتم تحـطيم مرا كبهم لمنع مزاولتهم للقـرصنة في المستقـبل , ذهـبت في الزورق لاختبار عـمق المياه, حتى ارتـطـمت بالجـرف , فسرنا بطـول الجـرف حـتى وجـدنا ماء ضحلا بعـمق 2.5 قامه حيث وضعـنا برميل خشبي بمثابةعـوامه للارشاد .

 

اليوم الثالث   3 د يسمبر 1800 البـدع

 

وجهت السفـينة ( دنكان) الى البرميل العائم ورست على بعـد حوالى 5 .1 ميل من الشاطىء , اطـلق العـدو عـدة طـلقات من مد فع كـبيـر ( يقصد السودان)  سقـطـت عـلى مسافــه قصيره بعـد السفينه ( د نكان) وجاءت مراكب الا مام ورست في موقع اقرب من الشاطىء تجاه ا لجنـوب وصعـد الشيخ ارحمه شيخ نخيلوه على سطح السفينه ( د نكان)  للاستشاره بشأن مايجب القيام به؟  وقد بدى لي ان من السهل النزول الى الشاطىء ولكن لم يكن الخيار بيدي , فرأي الامام هـو الذي يجب اتباعه او ارسل كافة السباهين( مجندين هنود يعـملون في اسطول شركة الهند الشرقيه)  في القارب الطويل والزورق,  صعـدت على متن سفينة الامام ( زيماس) فسألني عـما يجب علينا فعـله فأجبته قائلا اننا سنفعـل ما نأمر به فسأ لني رأيي , فقـلت ان ننزل الى الشاطىء,  وبدون  ابداء رايه امر الامام برفع المرساه  واتجه ناحية الشاطىء , ولكن المياه الضحـله اضطرتـنا ا لى الذهاب ابعـد بأتجاه الجنوب الى منعـطـف في الشاطيء حيث كانت المياه اعـمق , وهـنا ك انتظر لحين وجود قـوات لم تكن قد أتت بعـد واثناء الا نتظار كان هو وضباطه يقـولون ان النزول الى الشاطىء لم يكن من رأيهم , حيث ا نهم سيجبرون على الا نسحاب بدون احراز ايــة نتيجه , ومرة اخرى اشار الامام الي وقلت انني لا استطـيع اتخاذ قرار بهذا الشان , حيث انني لم اكن على علم بقـوته او بقـوة العـدو , فقـال الامام ان النزول يسير , وان با ستطاعـته   دفعهم الى الحصن  ولكن سيوقـفـوننا عـند هـذا الحد ان لم نتمكن من احضار السفـينه الى نقـطه اقرب ليكون تا ثـيرها على القـتال ذي جدوى  حيث ان اطلاق عـدة طـلقات جزافيه لن يثمـــر شيئا فـذهبت الى السيد( تايلور)  في محاولة لدفع السفـينه الى نقـطه اقرب من الساحل فـقـال انه في مياه عـمقها 12 قامه وان البرميل العـائم يـقع في مياه 2.5 قامه الان  عـند انخــفـاض منسوب المياه  ولكن عـند ارتفاع المنسوب سيحمل السفـينه الى عـمق 5 قامات ثم سيدعها تستقـر على القاع  فانـتـظر ان ياتيني الامام بالجـواب عـلى هـذا الاقـتراح  ولكنه اجل النزول ثم اعـطاني الامام تـفاصيل القــوات المرافـقه له وقـد تبين منها انه لم يكن برفـقـته سوى 186 رجلا وهـو عـدد يقـل بكثير جـدا عن قـوة العـدو ( يقـصد قبيلة السودان) , الـذي انضم اليهم ايضـا البـدو المجاورون ( مناصير يضربوم خيامهم في فصل الشتاء في قطر لرعي مواشيهم) ولكن رجـال الامام كا نوا ا فــضل قـوا ته , ويـقـودهـم السيد ماجـد بن خـلفان , وهـوالقائـد المفـضـل للأمـام واكثر قادته حـظـا, واثـناء الليل قام السيد تايلور بسبر العـمق حول السفـينه .

 

اليوم الرابع:  4  ديسمبر 1800 البـدع

 

 صعـد الامام على متن السفـينه وقام السيد تايلور مرة اخرى بسبر العـمق بحثـا عـن قـناة اخـرى , ولكنه وجد ان عـمق المياه على مسافه قصيـرة من السفـينه لا يتعـدى1.5 قــامه وعـند ا قـتناعه بعـدم امكانية القيام بشىء, اخبر الأمام بذ لك فـقـال الا مام ا ننا يجب ان نؤجل هـذا المشروع وندعـهم على حالهم الى حـيـن نعـود بالمزيد من الجـنود وبسفـن اصغـر ثم غادرنا البـدع با تجاه عـرض البحر .

 

وصف البدع سنة 1800 للكابتن ( د يفـد سيتون)

 

يقع البدع عند 25- 18 شمال خط العـرض وهي خليج كبير مفـتوح ملىء بالجروف المرجانيه, حصـلنا فيه على سبر متـفـاوت لدرجـة كبيره تتراوح بيـــن 12- 5 . 1 قامه والارض منخـفـضه ورمليه تكاد تخـتفي عـن الا نظار عـلى بعـد 10 أميال ,وبالا قـتراب يبدو انها ترتفع وبالتدريج من طرفـيها تجاة المركز, حيث تشكل سلسلة مرتـفعه عـلى بعـد نصف ميـل مـن الشــاطىء , وا سفـل هذه السلسله على مقربه من البحر يوجـد تلين صغـيرين بينهما وادي ,وبين كل تل من التلين تمتد منطـقه من المياه الضحـله عـمقها 1.5 قـامه والعـمق عـلى بعـد ميـل ونـصـف مـن الساحـل 3 قامات, وعلى التـل الشمالي قصر حصين مربع له سور و برج تنتشر حوله المنازل , وفي الوادي يوجد متراس مرتجـل به مد فعـان ,وعـلى التل الجنوبي يـوجــد كــوخـين كبيــريــن هـما نوع من انواع الدفاعات الاماميه للقـناصه وعلى بعـد نصف ميل الى الجنوب بالقرب من السلسله يوجـد مبنى مربع اخـر به سارية عـلـم البــلاد واسفـل الـتل الشمالي يوجــد شاطــىء رملي عـليه عـد د2 بتيل وسمبوق وبقـله واحـدة تم ربـطهـما في متراس صنع من الحجـر, والمكان الوحيـد للنزول الى الشاطىء يقع عـند مد خل الوادي, ولكن سيتكلف الاستيلاء عليه وحـفـظـه خسائر جمه, بدون وجـود السفـن لدفع العـدو عن المنطـقه حيث ان مدخـل الوادي مجاور للمتراس والقـوارب التي احـتمى فيها عـدد من الرجـال وعـشرة مدافـع وفي مواجهة المدفعان خـلف المتراس الموجـود في الوادي , و يـقع عـلى بعـد ميل اتجاه الجنوب شاطىء رملي بدون غـطاء لا يـوفـر الحمايه عن قـناصة مرمى قبيلة السودان المنتـشرون عـلى الساحـل ولكن يجـــب الاستيلاء على المبنى المربع الذي به سارية العـلم حتى يصبح بالامكان الوصـول الى التلين للقـبض على شيخ البـدع الذي يقـوم بعـمليات القرصنه, ضد سفـن شركة الهند الشرقـيه والذي يبررها بأ نه يأخـذ الجـزيه مـن بحـر  بلادة على السفـن التي تدخـل في مياهـه القـطريه حـيث انـه شيخ هـذه المنطـقه الوحـيــده .

 

((غالبا ما يصف المستعمرون الأجانب اي مقاومة ضدهم بالعمل الهمجي والقرصنة متناسين تماما حق الشعوب بالمقاومة والعيش))

 

المرجع  مـذكـرات

DAVED SETON    ENGLAND,P 40,41,42,43  المقيم البريطاني في الخليج صفحه

مركـز وثائـق بومبي والـمكـتبه الهـنديه في لنـدن