قصيدة الأمام فيصل بن تركي في معركة الحلوة وذكر اصايل ابل المناصير

معركة الحلوة او يسمونها (معركة الروم) والتي وصفها ابن بشر في تاريخه بأنها (ملحمة نجد الكبرى) التي انهزم فيها الترك وهي قصة تستحق القراءة وقد حرصنا على نقلها خصوصا انه قد نظم فيها قصيدة من ألأمام فيصل وتطرق الى مدح اصايل ابل المناصير .

بعد وصول الحامية العثمانية الى حدود وادي الفرع استعد لها الأشاوس الأبطال من بعض أهالي حوطة بني تميم من آل مرشد وآل حسين بتكسير بعض المدافع وأهل الحلوة بالجيش بقيادة الأمير محمد بن خريف، وقاموا بجمع النساء والأطفال جميعا في الحلوة لصعوبة مداخلها وطبيعتها الجغرافية بحيث يؤمن فيها على الأعراض دون الوصول لهم، ووضعوا عندهم حامية صغيرة من أهالي حوظة بني تميم حيث كان الاتفاق بأن يدافعوا عن النساء والأطفال، وفي حالة هزيمة الجيش السعودي يقومون بقتل النساء كي لا تنتهك المحارم. وتقابل الجيشان الذي كان بقيادةالأمير محمد بن خريف ومعه أبطال بني تميم أهل الحلوة في 15/4/1253 هـ، والذي يصادف سنة 1820 م  وانتهت بمقتل الجيش التركى عن بكرة أبيه ومعه الخونة من الممالئين، وغنم بنو تميم كل عتاد الحملة ومدافعهم والتي ما زالت باقية إلى يومنا هذا في بلدة الحلوة مسطرة في جبين التاريخ شجاعة وعظمة رجال بنو تميم ومخلدة بطولاتهم للأجيال القادمة. وتأريخا لهذه المناسبة العظيمة جادت قريحة الإمام  فيصل بن تركي بقصيدة تعد ملحمة شعرية في ذاتها واصفا المعركة والحال التي كان عليها هو ومن كان معه قبل المعركة وبعدها من تبدل الحال إلى الأفضل بحمد الله حيث قال :

الحمـدلله جـت علـى حسـن الأوفــاق…..وتـبـدلـت حـــال الـعـســر بالتـيـاسـيـر

جتـنـا مـــن المـعـبـود قـســام الارزاق…..رغــم عـلـى الحـسـاد هــم والطوابـيـر

هبت هبوب النصـر مـن سبـع الأطبـاق…..لـلــديــن عــــــزٍ ونــقــمــة لـلـخـنـازيــر

زان الـكـلام ودن لـــي بـعــض الأوراق…..اكـتـب ثـنـاء لله عـلــى حـســن تـدبـيـر

مـن مـاي عينـي حيـن مـا دمعـهـا راق…..قــــام يـتـزايــد حــــر وجــــده بـتـزفـيـر

مـن عظـم خطـب بـيـن الـبـار والـعـاق…..ومـن لابـة عرفـت مـن فـيـه لــي خـيـر

مفهـوم قلبـي للرعابـيـب مــا اشـتـاق…..ايــضـــا ولاهــمـــه جــمـــع الـدنـانـيــر

لكـن مــن قــومٍ عليـهـا الــردى ســاق…..عـقـب الجمـايـل انـكــروا نـيــة الـخـيـر

ماكـولـهـم عـنــدي عنـاقـيـد واشـتــاق…..ومـشـروبـهـم در الـبــكــار الـخــواويــر

ملبوسهـم مــن طـيـب الـجـوخ مــالاق…..ونـقـلـتــهــم بــمــصــقــلات بــواتـــيـــر

مركوبـهـم عـنــدي طـويــلات الاعـنــاق…..من الخيل هـي واليعمـلات المصاطيـر

قصـري لهـم عـن لافـح البـرد مشـراق…..وفي القيظ ظل مـن سمـوم الهواجيـر

كنـي لـهـم ابــو مــن الاهــل مشـفـاق…..وهـــم عـيــال لـــي صـغــار مـقـاصـيـر

مـانـي باغيـهـم الــى التـفـت الـسـاق…..ياقـونـنـي مــــن حــادثــات الـمـقـاديـر

لكـنـي باغيـهـم الــى خـاطـري ضــاق…..نخيـتـهـم جــونــي حــفــاة مـشـاهـيـر

بــــاروا بـحـقــي ذا تـنــكــر وذا بـــــاق…..وذا قاعـدٍ عـنـي ولا لــه معـاذيـر

وذا تبيـن فـي الـردى فـوق مــا طــاق…..وذا تــبــيــن بـالـحـكــايــا الـخـمـاكــيــر

وانــا احـمـد الله بالعقـوبـة لـهـم عــاق…..وانــزل بـهـم بـاسـه سـريـع لـهـم زيـــر

واطلب من اللي لـه يصلـون الاشـراق…..والـلـي تسـطـر بالقراطـيـس تسطـيـر

عسى يشوفوني على حسن الاوفاق…..بـيــوم اذكـرهــم بــمــا صــــار تـذكـيــر

وانظـر مجالسهـم معـا ذيـك الاسـواق…..يـجـي بـوجـهٍ طـالـب العـفـو يـــا مـيــر

أحدٍ اصافي لـه علـى الصفـح واعتـاق…..واحـــدٍ اصـافــي لـــه بـحــد الـبـواتـيـر

قولوا(لخيـر الله) تـرى المكـر بـه حـاق…..واخـوانـه الـلـي انـكــروا شـــر تنـكـيـر

جتكـم عبيـد الله تقافـى عـلـى ســاق…..اخـتـصــهــم والله عــلــيــه الـتـدابــيــر

و(زويــد)عــده عــلــى الأثــــر لــحـــاق…..بعـوص النضـا ومعسكـرات المساميـر

حـنـا حميـنـا نـجـد عــن كـــل فـســاق…..مــن حـمـر مـصـر والنـفـوس المناكـيـر

واليـوم نجازيهـم عـلـى حـسـن خــلاق…..فـيـنــا وفـيـهــم لــــه مــقــالٍ وتـدبـيــر

أول نـراسـلــهــم بـتـسـجـيــل واوراق…..والـيـوم بـاطـراف الـرمــاح السمـاهـيـر

اقــــول ذا قــولــي وبــالـــرب وثـــــاق…..أمـــدح رجـــالٍ مــــن تـمـيــمٍ مـنـاعـيـر

حاموا على الملة وقامـوا علـى سـاق…..دون الـمـحـارم والــغــروس المـبـاكـيـر

وخــلاف ذا يــا راكـــبٍ فـــوق سـبــاق…..هـمــلــيــع مـــربــــاه دار الـمـنـاصــيــر

بشـر هـل العـارض تـرى حظهـم بــاق…..وحمـيـرهـم حـالــت علـيـهـا المـقـاديـر

مـابـيـن حــصــان ومــــا بــيــن تــفــاق…..راحـــت فـــوات بـيــن ذيـــك الدعـاثـيـر

نـاروا مــع الصـفـره نشيفـيـن الاريــاق…..ولا لـقــوا عـلــى نـقـمـة الله مـصـاديـر

صــم الـرزايــا ســـاق عـلــى الـســاق…..مـتـحــدرٍ سـيـلــه وجــولــه مـحــاديــر

يــا ضبـعـة بالـخـرج مــن كــل فـسـاق…..اكـلـي ونـــادي كـــل عـــوج المنـاقـيـر

ضفتي على العارض وعشوك باشناق…..واهـل الفرع عشـوك روس الطوابـيـر

كــلــه لـعـيـنـا دعــــوة الله بـلاالـحــاق…..وغــرايــس خــضــر وبــيــض غـنـاديــر

وصــلاة ربـــي بالعـشـيـة والاشـــراق…..عـلـى النـبـي مظـهـر الـحــق تظـهـيـر

نبذه عن فيصل بن تركي بن عبد الله بن محمد آل سعود

هو الامام فيصل بن تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود بن محمد بن مقرن. ووالدته هي الأميرة هياء بنت حمد بن علي الفقيه العنقري التميمي (من اهل ضرماء) ولد سنة  1785 م ،توفى 1865 . تمكن الأمام فيصل من مغادرة مصر والعودة إلى نجد عام 1242 ه وأصبح ساعد والده الأيمن في توطيد دعائم الدولة وتوسيع رقعتها. وعندما علم بمقتل والده اتجه مسرعا من شرق البلاد إلى الرياض فدخلها وحاصر مشاري بن عبدالرحمن في قصر الحكم وبموافقة من الأمام فيصل اتصل عبدالله بن رشيد بسويّد بن علي الذي كان مع مشاري بن عبدالرحمن داخل القصر. وتم الأتفاق على أن يسهل سويد بن علي دخول ابن رشيد وعدد من أتباع فيصل إلى القصر مقابل اعادته أميرا على بلدة ((جلاجل)) التي سبق أن عزله عن امارتها الأمام تركي بن عبد الله. وقد تمكن ابن رشيد وعدد من اتباع فيصل بن تركي من دخول القصر حيث قبض على مشاري بن عبدالرحمن وقُتل وذلك بعد أربعين يوما من اغتيال الأمام  تركي بن عبدالله بن محمد ال سعود ، حكم الامام فيصل بن تركي 23 عام في الفترة من سنة 1843م  حتى سنة  1865

One thought on “قصيدة الأمام فيصل بن تركي في معركة الحلوة وذكر أصايل إبل المناصير”

التعليقات مغلقة.